مـنـتـديـات بــحر الايـمـان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـنـتـديـات بــحر الايـمـان

منتديات بحر الايمان الاسلاميه


2 مشترك

    الحوار المسيحي الإسلامي شرط التعايش بأمان وسلام

    تيتو الباشا
    تيتو الباشا
    مشـرف/ة عام
    مشـرف/ة عام


    عدد المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009
    العمر : 38

    الحوار المسيحي الإسلامي شرط التعايش بأمان وسلام Empty الحوار المسيحي الإسلامي شرط التعايش بأمان وسلام

    مُساهمة من طرف تيتو الباشا الأحد ديسمبر 06, 2009 9:56 pm

    هب أنه لا يوجد بين السملم والمسيحي سوى هذه الرقعة الجغرافية الواحدة التي تضمنا وهذه اللغة الواحدة التي بها نتداول وهذا الشطر الواحد من التاريخ الذي صغناه وقطعناه معا فهذا كاف ليحتم علينا التلاقي والإخاء ولكن مع أن أربعة عشر قرنا انسخلت والمسيحيون يعيشون جنبا إلى جنب مع المسلمين وكذلك المسلمون مع المسيحيين فما ورث هؤلاء وأولئك عن الجدود. ولا يزالون يتوارثون سوى التجاهل والتقاطع فكانت هذه الأعماق السحيقة التي تفصل اليوم بين الجانبين.


    إنهم التقوا مرارا عديدة في ساحات التاريخ ومفترقاته ولكنهم لم يتعارفوا إلا قليلا ولم يتصافوا إلا نادرا وظلوا أخوة غرباء في بيت ابيهم إبراهيم وكان التقاؤهم الأول لما اشتدت الفتنة على المسلمين هجر محمد المسلمين إلى الحبشة فوجدوا لدى النجاشي المسيحي موئلا وكرامة ثم خمدت الفتنة فعادوا إلى مكة ولما قضى النجاشي حتفه صلى محمد على نفسه في البقيع معلنا الحداد الاسلامي الأول على نصراني أدركته المنية.


    وقد لقي محمد من المسيحيين في مكة ثم في المدينة في بدء هجرته إخلاصا في الولاء وارتباطا بالعهد. فأحبهم حبا لا غش فيه. وفي القرآن آيات كثيرة تعبر عن هذه المودة.


    ومات محمد وانتشرت دعوة الإسلام جهة الشمال ضاربة في البلدان السريانية المسيحية الخاضعة إن ذلك لفارس وبيزنطة وكانت القبائل المسيحية تكره قيصر الروم لتعسفه وكسرى الفرس لظلمه فمشى السميحيون في طليعة الجيش الإسلامي الى العراق وسورية وكانت في زمن الأمويين الأولين أخوة ليتها تبعث اليوم ولكنها ما عتمت أن تبدلت وأدرك المسيحيون إذ ذاك أن آية القرآن ستطبق عليهم بالحرف الكتابي فيكونون «أهل ذمة» ويكون عليهم من ثم «أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون» وساءت حالهم جدا فأسلم منهم من أسلم وقبع منهم آخرون في زوايا الشرق يحافظون على تراثهم الديني وسط مضايق شديدة ثم وقعت الحروب الصليبية التي مع أنها قاربت بين الشرق والغرب خلفت وراءها رصيدا من التباغض والتباعد لم يشف الطرفان منه تماما حتى يومنا هذا ثم كان سقوط القسطنطينية سنة 1453 والفتح العثماني للوطن العربي سنة 1516 فانطوى سفر المسيحية إلا بعض صفحات من بلدان الشرق الأوسط.


    فيبدو مما تقدم أن المسيحية والإسلام قد التقيا غير مرة سياسيا وجغرافيا فكان تفاعل بين الاثنين أعطى جنى طيبا في مجالات الثقافة بيد أن السياسة والثقافة مهما زكت نتائجهما فلن تكونا سوى عرض في العلاقات الاسلامية والمسيحية أما الجوهر فإنه أعمق من ذلك كثيرا إنه في الاحتكاك العقائدي المحض بين الديانتين على ضوءالاصول الثابتة ويقيننا أن بحث الشؤون الدينية في نزاهة وإخلاص وتجرد كفيل بإيجاد حل سوي لمشكلة مجتمعنا فيتيسر لأبنائه من كلا الطرفين أن يعيشوا معاً آمنين في رضى ربهم وظل موطنهم.


    ولاجرم أنه منذ ظهور الإسلام بدأت المحاولات من كلا الجانبين وأثيرت المشكلة من هنا ومن هنا ولايزال الأمر على هذا النحو نتناساه في شؤوننا اليومية الصغيرة وتصر علينا الأحداث حينا بعد حين فنذكره في ساعات الفواجع. وهنا أيضا لم تخلف لنا المحاولات سوى رصيد من الفشل.


    فمنذ يوحنا الدمشقي في القرن الثامن إلى يومنا هذا تتوالى كتابات المسيحيين في المسيحية والاسلام في الشرق وفي الغرب خصوصا. بيد أن الذين كتبوا اختلفت كتاباتهم باختلاف أوطانهم ونزاعاتهم وأغراضهم: فقسم دافعوا عن الإسلام فكان حاديهم في فعلهم إما إلحادهم واعتقادهم من ثم بأن جميع الأديان نتيجة النشوء الاجتماعي ولا فارق بينها لأنها من صنع الإنسان وإما الطعن بوجه غير مباشر في المسيحية التي مرقوا منها. واما القسم الآخر فقد سقطوا بالنقيض من ذلك فوصفوا الاسلام بأنه بدعة تعج بالشر كله ونعتوا محمداً بكل نعت قبيح ولم يتخلف المسلمون عن المسيحيين في هذا المضمار فقالوا في المسيحية أبشع ما يمكن أن يقال ولا يزالون حتى اليوم يصورون وجها بأشد الألوان سوادا غير أنهم لم ينالوا من شخص المسيح أبدا فهو عندهم نبي الله وكلمته وروحه.


    والواقع الذي تيقنت منه في تجوالي بين ما كتبه المؤلفون المسلمون في علمي الكلام والتفسير والتاريخ والتصوف هو ان الإسلام ما طرح قط على نفسه قضية المسيحية الصرف بل تجاوزها قبل أن يعرض لها ويحلها قبل أن تشكل عليه.


    فعلى المسيحيين إذن أن يقبلوا على تفهم الدين الاسلامي بإخلاص لمعتقد الغير وانفتاح على ما بينه وبين المسيحية من قربى وأن يقبلوا بعد ذلك على عرض حقيقة دينهم لأخوانهم المسلمين بلسان عربي مبين فيتكون من ذلك أدب مسيحي عربي يجني منه كل واحد أيا كان إيمانه ثمار الخير والوفاق ويجد فيه عقائد ثابتة تؤمن للجميع ثروة الأخوة التي لا تعادلها غنائم الخصومات مهما تعاظمت.


    ومن دون هذه الرجعة إلى الأصول الدينية عبثا نسعى إلى العيش بأمان وسلام لأن الحلول السياسية والثقافية مسكنات خادعة ولابد للمؤمنين باله إبراهيم في زحمة هذه الأعصير المندرئة على العالم من كل حدب وصوب من أن يقفوا صفا واحدا للدفاع عن قضية الله التي هي قضية الإنسان: فمعضلة الإنسان اليوم ليست كما يزعم بعضهم معضلة اقتصادية أو سياسية ولا هي تطاحناَ على نفوذ معنوي فالإنسان اليوم أكثر منه في أي زمن مضى من تاريخه الغابر يبحث عن معبود وما التطاحن العالي في دنيا الاقتصاد والسياسة والثقافة إلا عوارض سطحية ظاهرة للاصطدام الباطني العميق بين الإيمان والكفر بين الخير والشر ولقد آن للمؤمنين بالله الخير الأعظم بل مصدر كل خير أن يلتقوا ويتعاونوا للحد من طغيان الشر واندراء الكفر «لا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى» «وكونوا عباد الله إخوانا» .


    وبديهي أن بين الاسلام والمسيحية عقبات عقائدية كأداء لا سبيل إلى تذييلها مهما دعا الداعون إلى التفاهم: فالنقائض لا تتبخر بتصافح الأيدي وما الدعوة إلى إزالة الفوارق ابتغاء دعم الديانتين في عقيدة موحدة سوى دعوة إلى خلق صنيعة ممسوخة تكون على كلتا الديانتين وبالا وبلاء فادحين لأن الفوارق بينهما تغور حتى جذور الجوهر بالذات.


    فمن هنا ومن إلهام الروح القدس طرح المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) قضية الحوار السميحي الإسلامي على أسس نوجزها بهذا الطرح الجديد والمهم في العالمين المسيحي والإسلامي وعبر اللقاءات الأولى بين المسيحيين والمسلمين بدءا من حكم الخلفاء الراشدين ومرورا بالأمويين والعباسيين ومن ثم في أيامنا الحاضرة.


    لأول مرة في تاريخ الكنيسة ناقش المجمع الفاتيكاني الثاني على مستوى مذهبي- عقائدي مشكلة العلاقة بين الكنيسة والديانات غير المسيحية حيث خصص لهذه المسألة المهمة تصريحاَ خاصاَ حول: «علاقة الكنيسة مع الديانات غير المسيحية» والذي نوقشت بعض جوانبه بصورة أو بأخرى في عدد من الوثائق الصادرة عن المجمع في الدستور العقائدي في الكنيسة وفي الدستور الرعوي في الكنيسة وعالم اليوم وفي القراءات المجمعية في رسالة العلمانيين وفي مهمة الاساقفة الرعوية في الكنيسة وفي نشاط الكنيسة الإرسالي وفي البيانات والإعلانات الصادرة عن المجمع في الحرية الدينية وفي التربية المسيحية.


    كما أولى هذا المجمع اهتماما خاصاَ للإسلام. فللمرة الأولى منذ أربعة عشر قرنا من وجود المسيحية والإسلام يتحدث مجمع مسكوني كاثوليكي بصورة إيجابية عن المسلمين معترفا بوضعهم الديني المتميز حيث جاء في النص النهائي للتصريح حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية ما نصه: «أن الكنيسة تنظر بعين الاعتبار أيضا إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد الحي القيوم الرحيم القادر على كل شيء خالق السماء والأرض ومكلم البشر الذين (أي المسلمين) يجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم حتى لأوامر الله الخفية كما خضع له إبراهيم الذي يسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي وأنهم يجلون يسوع كنبي وإن لم يعترفوا به كإله ويكرمون أمه مريم العذراء كما أنهم بتقوى يتضرعون إليها أحيانا علاوة على ذلك فإنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت ويعظمون الحياة الإخلاقية أيضا ويؤدون العبادة لله لاسيما بالصلاة والزكاة والصيام» .


    وإذا كانت قد نشأت على مر القرون منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين فالمجمع المقدس يحض الجميع على أن يتناسوا الماضي ويتصرفوا بإخلاص إلى التفاهم المتبادل ويصونوا ويعززوا معا العدالة الاجتماعية والقيود الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة الناس جميعا.


    لقد قوبلت دعوة المجمع الفاتيكاني الثاني «الجميع أن يتناسوا الماضي وينصرفوا بإخلاص إلى التفاهم المتبادل» بارتياح وترحيب سواء ضمن أوساط الكنيسة الكاثوليكية ذاتها أو في العالم الاسلامي إلا أن التطبيق العملي بدا أكثر صعوبة وتعقيدا.


    إلا أن الهيئة المركزية الرسمية للكنيسة المكلفة إجراء الحوار مع المسلمين أصبحت هي الأخرى أمانة سر «السكرتارية» لشؤوون الديانات غير المسيحية والتي تكونت في إطارها ثلاثة أقسام في بادىء الامر: للشؤون الاسلامية للشؤون البوذية ولشؤون الديانات الأفريقية التقليدية.


    ومن هنا فإن الحوار الإسلامي المسيحي لم يعد شأنا لاهوتيا أو سجالا فكريا أو ترفا نظريا بل هو تحول إلى حاجة وضرورة في عالم اليوم ترقى إلى مستوى المغامرة أن أريد له النجاح في بلورة مشروع نضالي تاريخي إنساني مشترك ولم يعد مقبولا اليوم الإكتفاء بشكليات العلاقات الإيجابية الضرورية والمفيدة بين الدول والزعماء أو بعلاقات الفاتيكان بدول العالم الإٍسلامي.


    لقد أصبح من الضروري اليوم إدراج الحوار الإسلامي المسيحي في سياق أعم وإطار أشمل وتحويله إلى أطروحة فكرية لها موقعها المميز في مشاريع الدول والمنظمات وبدل افتتاح عهد «صدام الحضارات» يطمح المخلصون والمؤمنون إلى افتتاح عهد «حوار الحضارات» وفي القلب منه حوار الأديان التوحيدية عموما والحوار المسيحي الإسلامي خصوصا.
    الإمبراطور
    الإمبراطور
    امـير/ة المنتدى
    امـير/ة المنتدى


    عدد المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 26/11/2009
    العمر : 40

    الحوار المسيحي الإسلامي شرط التعايش بأمان وسلام Empty رد: الحوار المسيحي الإسلامي شرط التعايش بأمان وسلام

    مُساهمة من طرف الإمبراطور الإثنين ديسمبر 21, 2009 11:49 am

    بارك الله فيكي ايمي

    وما يحرمنا من كل جديد الك

    ومشكوور ع مجهووودك الطيب

    ودي ..!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:11 am