مـنـتـديـات بــحر الايـمـان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـنـتـديـات بــحر الايـمـان

منتديات بحر الايمان الاسلاميه


    سلسلة وجادلهم بالتي هي احسن -2

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 31
    تاريخ التسجيل : 26/11/2009

    سلسلة وجادلهم بالتي هي احسن -2 Empty سلسلة وجادلهم بالتي هي احسن -2

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 07, 2011 8:00 am

    دار الحكمة في 02 أكتوبر, 2011

    تكملة لما سبق في الحلقة الأولى

    نعود لنقطة تسمية الهكسوس وتفسيرها بأنهم كانوا (ملوكًا رعاة)، وأن هؤلاء الرعاة قد وفدوا إلى مصر، حتى قويت شوكتهم، ونستحضر هنا نصًا توراتيًا يقول عن بني إسرائيل عند دخولهم إلى مصر بأنهم (رعاة) مما لا يجعل أي توراتي يهودي أن ينكره، ألا وهو: [ثم قال يوسف لإخوته ولبيت أبيه: "أصعد وأخبر فرعون وأقول له: إخوتي وبيت أبي الذين في أرض كنعان جاءوا إليّ، والرجال رعاة غنم، فإنهم كانوا أهل مواشي، وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل مالهم، فيكون إذا دعاكم فرعون وقال: ما صناعتكم؟ أن تقولوا: عبيدك أهل مواش منذ صبانا إلى الآن، نحن وآباؤنا جميعًا، لكي تسكنوا في أرض جاسان؛ لأن كل راعي غنم رجس للمصريين"] (تكوين 46: 31-34).عمومًا فبنو إسرائيل -كما تشير التوراة ذاتها- هم شعب الرعاة الذين وفدوا إلى مصر عن طريق التسلل، وكانوا في ذاك الوقت قلة، قدر تعدادهم كاتبو التوراة بسبعين نفسًا، وتزايدوا فيها بشكل مخيف في مدة قدرها كاتبو التوراة بـ 430 سنة، أي أربعة قرون ونيف، حتى وصل تعدادهم وقت خروجهم من مصر كما تقول التوراة ذاتها، [فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت، نحو ست مئة ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد، وصعد معهم لفيف كثير أيضًا مع غنم وبقر، مواش وافرة جدًا] (خروج 12: 37-38).ولعله ليس بالحدث الهين أن يتم اقتلاع شعب بأكمله من منطقة أتى إليها وتوطّن فيها لمدة تربو على الأربعة قرون، حتى يغيب ذكره تمامًا عن ذاكرة المصريين القدماء الذين سجلوا كل صغيرة وكبيرة مرت بهم، وهذا الحدث الذي يمثل اقتلاع شعب بأكمله وجد في الوثائق المصرية القديمة مرة واحدة، وهي حادثة اقتلاع الهكسوس من مصر نهائيًا بعد توطنهم في الجهة الشرقية من مصر عدة قرون، كما ذكرت تلك الحادثة (حادثة اقتلاع شعب بأكمله) في الوثائق التوراتية الدينية ولمرة واحدة أيضًا، عند مطاردة فرعون مصر وجيشه لبني إسرائيل مما أدى إلى خروجهم من مصر بالكامل.وحيث إننا نعلم أن شعوب العالم كانت مغرقة وقتئذ بتسجيل أخبارها على الجدران مثل الفراعنة والبابليين وغيرهم .. فإنني أورد حقيقة توراتية ألا وهي أن عقيدة بني إسرائيل تمنع بل تحرم عليهم أن يبنوا المعابد الحجرية أو حتى الكتابة عليها بل وتحريم تهذيب أحجار المعابد بإزميل، مبررة أن هذا العمل يدنس قدسيتها، وهذا يشير صراحة للعلة من عدم وجود آثار لبني إسرائيل في مصر، وهذا الفكر قد تبلور في مرحلة لاحقة عند كتابة ما يسمى بالتوراة.والتحليل السابق ينفي تمامًا تدخل بني إسرائيل في بناء ونقش الكتابات على جدران المعابد والقبور المصرية، ويثبت هذا القول ما ادعته التوراة ذاتها من أن طبيعة عملهم في السخرة المصرية هو صناعة الطوب اللبن من الطين والقش، بل ولم يطلب قدماء المصريين الفراعنة منهم – وهم اليد العاملة الرخيصة في الرق- مطلقًا العمل في المحاجر لقطع الصخور، ويجوز أن المصريين لم يطلبوا منهم ذلك لما رأوه من إظهار فشلهم لمثل ذلك العمل أو تكاسلهم، ويجوز أيضًا أن المصريين لم يطلبوا منهم العمل في المعابد والمقابر المقدسة لكونهم رعاة أنجاس كما تقول التوراة ذاتها.ويظهر هذا الفشل جليًا في بناء هيكل سليمان، والذي كان ذا شكل بسيط مستطيل طوله 70 ذراعًا وعرضه عشرين ذراعًا كما وصفته التوراة، لقد طلبوا مهندسًا من حورام ملك صور اللبناني ليصممه لهم، وقد استغلوا السخرة الفلسطينية بعشرات الآلاف في قطع الحجارة.عمومًا فالمعابد والمقابر والأهرام الضخمة برسومها ونقوشها كانت رمزًا دينيا عند المصريين القدماء، في الوقت الذي كان مجرد مقاربته شركًا في عقائد اليهود، مما يفسر غياب أي آثار للهكسوس في مصر وببساطة لأن هؤلاء الهكسوس هم اليهود أنفسهم. تقول التوراة على لسان الرب مخاطبًا موسى: [مذبحًا من تراب تصنع لي وتذبح عليه محرقاتك، وذبائح سلامتك، غنمك وبقرك، في كل الأماكن التي أصنع لاسمي ذكرًا آتي إليك وأباركك، وإن صنعت لي مذبحًا من حجارة فلا تبنه منها منحوتة، إذا رفعت عليها إزميلك تدنسها، ولا تصعد بدرج إلى مذبحي كي لا تنكشف عورتك عليه] (الخروج 20 : 24 – 26).وعلى هذا النمط كان المسكن المقدس الذي طلبه الرب من موسى بعد خروجهم من مصر مصنوعًا فقط من الخشب والقماش والجلود، ولا يحتوي على أية أحجار أو صخور. أما عن الوحيد الذي له ميزة الكتابة على الألواح الحجرية في عقيدة القوم فكان هو الإله فقط، تقول التوراة: [ ثم أعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة: لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله] (الخروج 31 : 18).وهناك نقطتان أخيرتان أود أن أنوه عنهما قبل الانتهاء من هذه الجدلية: الأولى: لم يكن أسلوب الخروج في التاريخ الديني لبني إسرائيل هو المطابق فقط مع أسلوب الخروج التاريخي للهكسوس .. بل إن أسلوب الدخول إلى مصر للاثنين بني إسرائيل والهكسوس كان واحدًا أيضًا، فكما نوهت عن دخول بني إسرائيل بطريق التسلل ثم التغلغل ثم السيطرة، أنوه أيضًا أن الوثائق التاريخية تصف دخول الهكسوس إلى مصر بأنه كان شيئًا غامضًا مبهمًا، إذ لم يكن دخولهم بشكل حربي أو على أنهم غزاة، بل كان دخولهم أيضًا عن طريق التسلل ثم التغلغل ثم السيطرة.ملحوظة: هناك شواهد تاريخية تدل على وجود الآسويين الساميين في مصر قبل التاريخ الفعلي لملوك الهكسوس والذي بدأ مع نهايات الدولة الوسطى. فمثلاً هناك مقبرة للمسمى (ختوم حتب الثاني) ويرجع عصرها إلى بداية الدولة الوسطى الأسرة (12)، وبها مناظر ملونة تمثل الأسيويين في مصر.النقطة الثانية: تتمثل في إحداث تغيير صغير بنطق كلمة هكسوس، وكذلك في هجاء حروفها من خلال الإصبع اليهودي لخلق ارتباك دائم عند محاولة رسم وصياغة التاريخ بصورة صحيحة، وطريقة التعمية التاريخية هذه تعتمد الأسماء مرة بشكلها العبراني في موضع، ومرة بشكلها الآرامي في موضع آخر، ومرة بشكلها اليوناني في موضع ثالث.وفي نقطتنا محل البحث، فقد تم إخفاء النطق الفرعوني لكلمة (هكسوس) من المصادر التاريخية، ومن ثم اعتماد النطق اليوناني، ثم تغيير الهجاء فيه، ثم الرجوع لإيجاد نفس المعنى المصري القديم المقابل للنطق أو الهجاء اليوناني، فتم كتابة (هكسوس) Hyksos من مقطعين (هك Hyk) وتعني (ملك)، والثاني (سوس sos) وتعني (رعاة)، لتصبح الكلمة معناها (ملوك الرعاة).أما نحن فنقول إن الإغريق عندما كتبوا التاريخ المصري، قد ترجموا الأسماء الفرعونية للمعنى اليوناني، فمثلا ترجموا مدينة (أون) أي مدينة الشمس أو عين شمس في المصرية القديمة، إلى (هليوبولويس) اليونانية إذ لفظ (هليو = شمس)، ولفظ (بوليس = مدينة) وعليه تكون الكلمة (مدينة الشمس). وهذا خطأ فادح تاريخيًا إذ الصحيح أن الأسماء لا يصح ترجمتها.وقد فطن المؤرخون لكم التحريف الموجود في الأسلوب الإغريقي من ترجمة الأسماء الفرعونية إلى معاني إغريقية، مما أثر تأثيرًا خطيرًا في كثير من الأحداث التاريخية، ولم يتمكن المؤرخون من حل هذه الأحاجي إلا بعد تصحيح هذا التحريف.ومن تحريف الإغريق للأسماء الفرعونية بترجمتها إلى معان إغريقية، تمثال (أبو الهول) واسمه في المصرية القديمة (شيس عنخ) أي واهب أو مانح الحياة، فقد ترجمه الإغريق إلى (سفنكس) وهو اسم ماردة معروفة في الأساطير الإغريقية، وهذا الاسم الإغريقي قد أضفى على تمثال أبي الهول ثوبًا غامضًا، وما زال أبو الهول محوطًا بسياج من السر الرهيب، وهكذا فعل الإغريق مع كل الأسماء المصرية القديمة، وهناك أمثلة أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها سأفرد لها بحثًا خاصًا في هذه السلسلة إن شاء الله.وبناء على ما سقناه، تم ترجمة الكلمة المصرية القديمة التي تدل على هذا الشعب لليونانية باسم (هكسوس) وكتبت بأسلوب خاطئ وخبيث Hyksos بينما الهجاء الصحيح للكلمة هو Hexos، حيث تعني كلمة Hexa (هكسا) اليونانية ثم اللاتينية رقم (6). أي أن الكلمة تعني (شعب التسديس).أما عن النطق المصري لكلمة (هكسوس) اليونانية فقد كان (هك شيسو) و(هك) تعني (ملوك)، أما لفظ (شيسو) فهي رقم (6) باللغة المصرية القديمة.وكلنا يعلم أن الشعب الإسرائيلي يقدس الرقم (6)، هذا الشعب الذي رسم شعاره نجمة سداسية والتي اسمها اليوناني واللاتيني والإنجليزي أيضًا (هكساجون)، وهذا الشعب يعتقد أن الخلق تم في (6) أيام واستراح الله وتنفس في اليوم السابع، وأيام عملية الخلق هذه تسمى (هكسا ميرون)، وهؤلاء هم أصحاب الشمعدان السداسي، ومن مقدساته خبز الحضرة، والموجود لاحقًا على مائدة خبز الوجود، والمكون من صفين كل صف مكون من ستة أرغفة تتغير كل ستة أيام ... إلى آخر كل الدورات السداسية الموجودة في توراتهم.ولعل المصريين القدماء قد أطلقوا على هذا الشعب ذلك الاسم (الهكشيسو) لما وجدوه من تناقض فكرة الخلق السداسية الأيام مع الفكرة المصرية عنه، وكذلك أسلوب العمل السداسي الأيام مما كان يتضارب مع المصالح الاقتصادية المصرية. مما جعل المصريين يطلقون على هذا الشعب (شعب الستة) أو (الشعب السداسي) أو (ملوك الستة) أو (حكام السداسيات). وهناك سؤال لابد أن يطرح نفسه على ساحة النقاش ألا وهو: كيف يكون الكلام السابق منطقيًا وخاصة أن فكرة السداسية أتت مع التوراة بعد خروج بني إسرائيل من مصر على عهد موسى؟ أي أنها لم تكن معاصرة لفترة وجود اليهود أو الهكسوس في مصر؟

    وللحديث بقية

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:31 am