مـنـتـديـات بــحر الايـمـان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـنـتـديـات بــحر الايـمـان

منتديات بحر الايمان الاسلاميه


    سلسلة وجادلهم بالتي هي احسن -1

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 31
    تاريخ التسجيل : 26/11/2009

    سلسلة وجادلهم بالتي هي احسن -1 Empty سلسلة وجادلهم بالتي هي احسن -1

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 07, 2011 7:56 am

    سلسلة وجادلهم بالتي هي أحسن–الحلقة 1

    دار الحكمة في 01 أكتوبر, 2011

    مقدمة لابد منها

    تقول المصادر التاريخية الموثقة، لما ضعف ملوك الأسرة الثالثة عشرة، وتفككت البلاد من جراء ما نشب بين أمراء الأقاليم، من نزاع وحروب مستمرة، أغار على مصر قوم آسيويون، اختفت آراء المؤرخين في تحديد أصلهم، وتباينت آراؤهم في أسباب إطلاق اسم (الهكسوس) على هؤلاء القوم.

    فمن المؤرخين من يقول أن كلمة هكسوس معناها (حكام الرعاة)، إذ تتكون الكلمة من شقين (هك) ومعناها في اللغة الهيروغليفية القديمة (ملك)، والشق الثاني (سوس) أي راعي، وتكتب هكذا

    Hyksos، ويقول المؤرخون الذين تبنوا هذا الرأي أن المصريين القدماء هم الذين أطلقوا هذا الاسم عليهم بل وزادوا على ذلك بأن وصفوهم برابرة وكفار؛ لأنهم لما غزوا مصر خربوا المعابد وقتلوا النساء والأطفال، وعاملوا الناس بقسوة ووحشية.

    ويقول بعض المؤرخين أنه من المرجح أن هؤلاء القوم ساميون من العرب أو فينيقيون، كانوا يحكمون سوريا وفلسطين، ثم غزو مصر وحكموها، وقد أشار إلى ذلك أحد ملوك هؤلاء القوم، إذ دوَّن اسمه وكلمة أخرى قريبة الشبه في نطقها بكلمة (سوس)

    sos، ومعناها الأقطار، وعليه يمكن القول بأن كلمة (هكسوس) معناها (حاكم الأقطار).

    ثم يقول كتاب (تاريخ مصر القديمة – للصف الأول الثانوي) والذي أصدرته وزارة المعارف المصرية سنة 1951م كمنهج للتاريخ: (وكان الهكسوس يفوقون المصريين في فنون الحرب، بمعرفتهم بالعجلات الحربية، التي كانت تجرها الخيول، التي لم تكن معروفة في مصر وقتئذ، فتخترق صفوف المشاة، وكان لهذا التفوق أثر كبير في هزيمة المصريين، واستولى الهكسوس على مصر بسهولة، وقد ساعدهم على ذلك، ما كانت عليه من ضعف وانحلال بسبب الفتن والحروب الداخلية، وقد اتخذ الهكسوس (أفاريس) عاصمة لهم لتكون وسلط أملاكهم في مصر وسوريا) .. ثم يستطرد نفس المصدر ويقول على مدينة (أفاريس) هذه: (مكانها غير معلوم بالضبط، ومن المرجح أن يكون في شرق الدلتا، قرب بحيرة المنزلة، ولم يبق من آثارها شيء، حتى يتعذر تحديد موقعها؛ لأن المصريين دمروها بعد أن طردوا الهكسوس من بلادهم، وكذلك فعلوا بكل ما خلفوه من آثار، انتقامًا منهم وكراهية لهم) أ.هـ.

    ولنلاحظ أيضًا أن مدينة (رعمسيس) التوراتية المزعومة لا أثر لها على الإطلاق، مما يخالف الأنماط المعمارية الضخمة والراسخة التي سادت عصر الرعامسة، وآثارهم تشهد عليها، ولعل كاتبي التوراة قصدوا مدينة (بر رمسيس) التي اكتشفت لها بعض الأطلال التاريخية، وثبت أنها أقيمت فوق أنقاض وأطلال مدينة (أفاريس) أو (أواريس) بالضبط.

    ويبدو أنه عند كتابة التوراة في زمن الأسر البابلي وبعد تلك الأحداث بزمن طويل، أن المدينة التي كانت موجودة بالفعل في هذا الموقع هي مدينة (بر رمسيس)، مما دعا كاتبو التوراة لإدراج اسمها بدل الاسم التاريخي الحقيقي للمدينة الموجودة في زمان وقوع الأحداث وهي مدينة (أفاريس) أو (أواريس).

    وبناءً عليه نستنتج من تطابق الموقع بين المدينتين، أنه يشير لحقيقة واحدة ألا وهي أن مدينة (رعمسيس) هي نفسها مدينة (أفاريس).

    ثم يقول نفس المصدر السابق: (أن الهكسوس استبقوا الملوك المصريين على عروشهم، في خلال الأسرتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة، واكتفوا بأن جعلوهم خاضعين لهم، ثم قبضوا على زمام الأمور وجعلوا أنفسهم ملوكًا وفراعنة خلال الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، أذاقوا خلالها المصريين مر العذاب والهوان، فجعلوا يحرقون المدن ويحطمون المعابد، ويعتدون على الأهلين، ويستعبدون النساء والأطفال، غير أنه غلب عليهم التمدن المصري بعد ذلك، وحاولوا التمصر .. ومع ذلك ظل المصريون ينظرون إليهم نظرات المهانة والاحتقار، ولم يقبلوا منهم أي نوع من التقرب) أ.هـ.

    ولا يفوتنا هنا أن نذكر بأن هذا الأسلوب البربري الوحشي، كان هو نفس الأسلوب الذي اتبعه العبرانيون تمامًا عندما غزوا فلسطين بعد خروجهم من مصر وبعد موت موسى وهارون، وكان هذا الغزو على يد يشوع بن نون، ولعله أيضًا لا يفوتنا التذكير بأن المصريين كانوا يمقتون هؤلاء القوم (العبرانيون) ويحتقرونهم ويعتبرونهم نجس ورجس كما جاء في التوراة نفسها.

    تقول التوراة عند لقاء أخوة يوسف العبرانيين بيوسف المصري حينذاك ما نصه: [ثم غسل وجهه وخرج وتجلد، وقال: "قدموا طعاماً"، فقدموا له وحده، ولهم وحدهم، وللمصريين الآكلين عنده وحدهم؛ لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعامًا مع العبرانيين لأنه رجس عند المصريين] (تكوين 43: 31-32).

    وهناك نقطة أخرى أود التنويه إليها وهي الخاصة بـ(المركبات الحربية)، ألا وهي أن أبسط المعلومات التاريخية تشير إلى أن العجلات والخيول كانت معروفة في مناطق بين النهرين ونراها واضحة جلية على كل نقوش معابد تلك الحضارات بدءًا من السومريين والآشوريين، والبابليين، وهذه المناطق التي وفد منها بنو إسرائيل إلى مصر، وهذه العجلات والخيول لم تكن معروفة للمصريين وقتئذ.

    ولعل المركبات الحربية تلك هي التي ميزت الهكسوس عن المصريين، ومن المثير للدهشة هنا هو محاولة التبرؤ التوراتية من تلك المركبات الحربية، وإقحامها بشكل ملفت للنظر وإظهارها بأنها كانت نوعًا من وسائل الانتقال أو القتال للمصريين بشكل بحت. مما يظهر بجلاء في التوراة وفي سفر التكوين الإصحاح 37 وما بعده.

    بل ومن الملاحظ أيضًا من هذا السفر أن كاتبي التوراة أصروا أيضًا على أن تلك المركبات والعجلات لم تكن موجودة عند اليهود مطلقًا، منذ دخولهم إلى مصر على الحمير، كما تزعم التوراة، وكذلك وقت خروجهم من مصر وهم مشاة. ولعل سفر يشوع بن نون يظهر إفك الأساطير التوراتية، بما يُرى في غزوه لفلسطين والممالك الأخرى بعد خروج بني إسرائيل من مصر ولسنوات قليلة، ويظهر من حركته السريعة وكمائنه الثابتة والمتحركة أيضًا، وحركات التفاف حربي، وغيرها من التكتيكات الحربية التي جعلتهم يتفوقون على تلك الممالك بل وحرقها وتدميرها وقتل كل ما هو حي فيها كما تقول التوراة ذاتها.

    وللحديث بقية

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:18 am